عن المنصة
من نحن؟ … ولماذا نحن؟
لماذا منصة الإبداع؟
إن أمتنا ما انفكت ومنذ أمد طويل تتهاوى من ترد إلى ترد حتى لتكاد أن تصبح مطمعا لأكثر الأمم وعالة على المشهد الحضاري الإنساني بما أثر سلبا على هويتها الثقافية والحضارية وباتت التبعية والتقليد حالة شائعة في الأجيال المعاصرة بشكل يدخلنا في دائرة الأداء السلبي المتراكب وفقدان السيطرة على القيادة والتوجيه. وهذه الحالة المؤسفة تتطلب منا جميعا أن نبادر بشكل خلاق وأداء إبداعي لمحاولة إعادة الأمة العربية لدورها الحضاري والإسهام في المسار الإنساني كوسيلة للمشاركة وللبناء الواعي نحو احترام متبادل وتفهم وتفاهم مشترك.
إن في جهل العلم جهل في الحكم، ولذا فإن من المهم أن نستوعب الحالة العربية بشكل صحيح فلا نقع في فخ العجب بالذات والإصرار على الخيرية أو نقع في المقابل في فخ جلد الذات والانبهار بالآخر ذلك أن كلا الحالين يدفع نحو حكم غير منصف وغير واصف. ومن هنا أرى على عكس أكثر أصحاب الرأي بأن هناك من نخب الأمة وأحرارها من يحمل الهم ويبذل الهمة ولا يتقاعس عن الدور. أما لماذا لا تظهر النتائج المرضية فذلك بسبب الفردية والاغتراب في الأنا بما يحدث تضاربا وتناجشا وتنافسا غير مثمر ينتصر للأنا على حساب المصلحة العامة والمجموع.
إن أحد أهم أسباب ما وصلت إليه الأمة من انحدار هو حالة اللغط والخطل في التعاطي مع الحالة التنافسية والتي يجب اعتبارها كضرورة إنسانية تبرز الاختلاف بين الأفراد وتحث على التنوع في المصادر في عمل تكاملي وتحولها إلى حالة من الخلاف والتناجش والبيع على البيع والخطبة على الخطبة ومحاولة طمس الآخر حتى من كان له الفضل المباشر في سبيل إظهار الذات وكأنها هي محور الكون أو قل هي الكون كله ، ولا يتسع الأفق لأمثال هؤلاء إلا لذاته المتورمة بالأنا وبالحسد والحقد على الآخر وجحود الفضل والدور بما أفرز مصطلحات كالتنافس الشريف وغير الشريف وكذاتية الحالة الإبداعية وحضور الأنا لتمثل المجموع وغير ذلك مما يرتكز على مفاهيم عامة يتم تشويشها وتشويهها زيفا ورغبة في فردية الانتماء والارتقاء وجحود ما سواه.
إن التنافسية حالة إنسانية مهمة وضرورية لصناعة مستقبل أفضل من خلال استراتيجيات تكاملية وفن القيادة الإبداعي الذي يقود نحو منتج حضاري يضع الأمة في مكان مشرف ومشرق بين بقية الأمم. وهذه الحالة هي في الأساس فردية ولكن يمكن تأطيرها وتطويرها لتمثل حالة جمعية تكون أفضل توازنا وأفضل تأثيرا وأنجع فاعلية أكان هذا على المستوى الفني الإبداعي أو على المستوى التسويقي والتجاري أو على المستوى العلمي والتطويري أو على المستوى الفكري والقيادي أو على أي مستوى إنساني آخر. وإن الأمم التي اعتمدت منهج التنافسية السوية باعتبارها منهج اختلاف ومنبع تنوعية تصب كلها من فروع شتى وبمقادير متفاوتة في بحر المصلحة المشتركة والإسهام الحضاري في عمومه دون أن يتنقص هذا من حق كل فرد مبدع تميزه وتفوقه، فالعلوم مثلا هي نتاج مشترك لتاريخ طويل من الإبداع الإنساني الفردي ولم يكن لفرد مهما بلغ من النبوغ والعبقرية أن يحقق هذا كله بمفرده. ولا يمكن أيضا إنكار مستوى التفاوت في الإسهام وفي القدرات تفاوت النجوم في السماء بعضها يشع أكثر من بعض ولكنها تشكل معا فضاء لامعا وأفقا واسعا متكاملا. والمطلوب بتقديري هو الانعتاق من الانغلاق والتركيز على عميلة التطوير الذاتي والتميز الحقيقي وإدراك أن التنافس هو ضرورة إنسانية كما قلنا ولن ترتقي الأمم أو تزدهر الحضارات إلا به، وأن التميز لا يكون بالمخالفة أو بالخلاف بل بالمساهمة المشتركة بالاختلاف عن الآخر لا معه.
ومن هنا تنبثق الحاجة ويتضح المعنى لأهمية العمل الجمعي الذي يكفل للفرد حقه وللمجتمع الفائدة وللأمة الرقي والازدهار، وعلى المبدع أن يدرك أن الغرس باليمين والمسارعة بالحصاد باليسار لن يحقق له مصلحة ولن يحقق للأمة أربا أو غاية، وأننا معا نكون أقدر وأظهر. وإن فكرة إطلاق المنصة تقوم على أسس مهمة لإبراز الإبداع والمبدعين والتمييز بين المستويات وفق الأقدار والقدرات ومحاربة التمييع وتعتمد التنافسية السوية القائمة على التفاهم والتعاون المشترك والإسهام الجاد في بناء جسور التواصل الحضاري والإنساني وإعادة الدور المؤثر للأمة في هذا المجال والدفع باتجاه تقديم منتج ثقافي وحضاري ينتصر للحق والخير والجمال وجعل العالم مكانا أفضل للإنسانية جمعاء.
نريد أن نوفر بيئة صحية للإبداع فكرا وأدبا والتأسيس لعمل علمي وعملي ينهض بالمجتمعات ويسلط الضوء على المبدعين الحقيقيين ليتمكنوا من الإسهام الفاعل والاستمرار في العطاء والتألق من خلال الاهتمام بالوسائل الخلاقة ومن خلال الرعاية المباشرة ومن خلال التعاون والتواصل المشترك. ونريد أن نؤسس لمرحلة تنافسية على مستوى التكريم والتقييم بشكل ينافس جوائز نوبل وجوائز اليونسكو بجائزة إبداعية عربية جادة وذات استقلالية عن كل المؤثرات والحسابات السياسية والتبعية. كفى الأمة لهاثا وراء الآخر وانبهارا بالخارج واستهانة بالذات. إن لنا حقا في تقييم وتقدير إبداعات أمتنا بل وإبداعاتهم هم على مبدأ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل.
من نحن؟
نحن حركة ثقافية حرة غير عنصرية وغير ذات تبعية سياسية أو حزبية تحترم خصوصية الهوية الثقافية وتهتم بالإبداع وبالمبدعين بمستوى نخبوي الأداء عربي التوجه منهجي التناول. نحن حركة تهدف لاستقطاب المبدعين في زمن انتشار المدعين وتهافت الرؤى واختلاط المفاهيم؛ حركة ترحب بكل مثقف حر يرغب في التعاون لتصحيح المسار وإبداع الأفكار وترسيخ أصالة الهوية الثقافية والانتصار للحق والخير والجمال. ويصدر عن هذه المنصة عدة أنشطة ثقافية مميزة من أهمها مجلة ثقافية بمستوى إبداعي تتطلع إلى بلوغ مستوى رفيع وبمواضيع ذات أدب وأرب ودار نشر ومكتبة إلكترونية ومؤتمر سنوي للإبداع. ونهتم بالنخب الإبداعية الثقافية الحقيقية وتسليط الضوء عليهم وتقديمهم قادة نهوض للأمة من كبوتها الحضارية، وعليهم الرهان في الدفع والرفع لتكوين جسد إبداعي ثقافي يحظى بالثقة على مختلف الأصعدة ويجسد شعار “معا نكون أقدر وأظهر”. وهذه المنصة الإبداعية الجادة تتبع الاتحاد العالمي للإبداع المرخص في مملكة السويد كمنظمة ثقافية عالمية برقم Orgnr: 802475-7778.
أهداف منصة الإبداع العربي:
- الرقي بالمشهد الثقافي العربي فكرا وأدبا وعلما وفنا برؤية إبداعية هادفة تسهم في النهوض بالأمة من كبوتها الحضارية لتتبوأ مكانها المستحق بين الأمم.
- تشكيل جسد ثقافي حقيقي وراق قادر على حمل مسؤولية القيادة والنهوض ومستحق لهذا الدور بعيدا عن حالة الإسفاف والتهافت التي عمت المشهد بسبب الإعلام المأجور وبسبب توفر وسائل التواصل التي لا تميز بين الغث والسمين وبات معيارها الكم لا الكيف.
- ترسيخ الاستقلالية وتأكيد مفهوم العمل الجمعي العربي ومحاربة الأنانية والنرجسية والانكفاء على الذات والصراعات التافهة والمزاعم الكاذبة، فيكون المقام وفق الأقدار والقدرات باستحقاق وبنزاهة موضوعية.
- تأكيد الهوية الثقافية العربية ومحاربة التمييع واعتماد التنافسية السوية القائمة على التفاهم والتعاون المشترك والإسهام الجاد في بناء جسور التواصل الحضاري والإنساني وإعادة الدور المؤثر للأمة في هذا المجال.
- توفير بيئة صحية للإبداع فكرا وأدبا والتأسيس لعمل علمي وعملي ينهض بالمجتمعات ويسلط الضوء على المبدعين الحقيقيين ليتمكنوا من الإسهام الفاعل والاستمرار في العطاء والتألق من خلال الاهتمام بالوسائل الخلاقة ومن خلال الرعاية المباشرة ومن خلال التعاون والتواصل المشترك.
- التأسيس لمرحلة تنافسية على مستوى التكريم والتقييم بشكل ينافس جوائز نوبل وجوائز اليونسكو بجائزة إبداعية عربية جادة وذات استقلالية عن كل المؤثرات والحسابات السياسية والتبعية.
- الدفع باتجاه تقديم منتج ثقافي وحضاري ينتصر للحق والخير والجمال ويجعل العالم مكانا أفضل للإنسانية جمعاء.
الآليات والمشاريع
- الموقع الرسمي للمنصة وبوابة العمل.
- مجلة “واحة الإبداع” التي ستصدر فصليا ورقيا وإلكترونيا.
- دار نشر للإبداع تبدأ إلكترونيا وتتطور وفق آليات النشر الأنسب.
- مكتبة المنصة الإبداعية وستكون مكتبة إلكترونية بأفضل وأهم الكتب والإصدارات الإبداعية قديمها وحديثها يمكن تصفحها من خلال المنصة.
- مؤتمر سنوي للإبداع يتضمن تكريم المبدعين وإجراء المسابقات الحقيقية المختلفة في الإبداع وتوزيع الجوائز التقديرية والتشجيعية.
- نعتمد سياسة الانتصار للنص قبل الشخص بما يعني أننا ننشر ونبرز النص الإبداعي الأجمل أيا كان صاحبه ولا ننشر للمبدع كل نصوصه لأنه مشهور ومبدع بل لأن نصوصه مبدعة وتستحق النشر.
- نسعى لحرية الإبداع وتشكيل ما يمكن تسميته “ثورة المبدعين الأحرار” بدون تبعية أو ارتهان لحزبية أو قطرية أو جهات سيادية أو سياسية.
- التعامل بتجرد ونزاهة وموضوعية مع المشهد الإبداعي والحرص على الوصول والتواصل مع كل مبدع حقيقي ليشكل معنا حركة إبداعية ثقافية مؤثرة وناضجة.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج وللتواصل ليس إلا وسيكون للمنصة صفحات على أهم هذه الوسائل وفي نفس الوقت نحن نمثل العلاج المضاد لحالة التهافت والتمييع التي تحدث في هذه المواقع.
- نرحب بأي تعاون من أفراد أو مؤسسات لتحقيق المعلن من الأهداف، ونرحب أيضا بأي دعم مادي أو معنوي أو إعلامي يمكن أن ييسر لنا تحقيق هذه الأهداف الكبيرة فلا يزال فينا ثقة بأن الأمة لم تعدم الأخيار والكرام.