أدبد. سمير العمريشعر

صَوْتٌ دَعَاكْ

صَوْتٌ دَعَاكْ
وَاللَيلُ يُوشِكُ أَنْ يَغُصَّ فَلا يَرَاكْ
وَعَلَى شِفَاهِ الصُبْحِ بَسْمَةُ حَالِمٍ بِالغَيبِ
يَحْتَرِفُ اقْتِرَافَ الحُبِّ فِي سِفْرِ الفَضِيلَةْ
وَيَضُمُّ أَعْوَادَ الزَّنَابِقِ
كَي يُكَنِّسَ مِنْ قُلُوبِ الحِقْدِ أَدْرَانَ الرَّذِيلَةْ
وَكِتَابُ فَلْسَفَةِ الهُنُودِ وَحِكْمَةِ الإِغْرِيقِ لا تَكْفِي وَسِيلَةْ
يَا مَنْ تَوَرَّعَ بِالمَحَجَّةِ عَنْ تَهَاوِيمٍ بَدِيلَةْ
فَعَلامَ تُنْكِرُ مَا اعْتَرَاكْ؟!
وَإِلامَ تَحْتَ ظِلالِ حَرْفِكَ تَسْتَرِيحْ؟!
كُلُّ العَوَارِضِ فِي سَمَائِكَ مَحْضُ رِيحْ
مَهْمَا نَسَجْتَ حَرِيرَ حِسِّكَ فِي المَدَى
سَتَظَلُّ تُطْعَنُ بِالمُدَى
سَتَظَلُّ فِي نُطَفِ التَّوَجُّسِ مُضْغَةً
مِنْ أَلْفِ شَاكٍ
أَلْفِ بَاكٍ
أَلْفِ مُتَّهَمٍ بِذَاكْ
***********

أَنَا ذَلِكَ الجَبَلُ الأَشَمْ
وَأَنَا الخِضَمْ
وَأَنَا ذُرَا الأَمَلِ المُحَلِّقِ وَالأَلَمْ
أَنَا كُلُّ مَا خَلَقَ المُهَيمِنُ مِنْ نَدَى قَلْبٍ وَفَمْ
أَنَا كُلُّ عَزْمٍ كُلُّ حَزْمٍ كُلُّ حُكْمٍ كُلُّ هَمْ
لَكِنَّنِي الإِنْسَانُ مِنْ لَحْمٍ وَدَمْ
لِي رَجْفَةُ الشَّوْقِ المُعَطَّرِ لِلحُقُولِ وَلِلأَزَاهِرْ
وَعَلَى مُتُونِ الشِّعْرِ أُنْشِدُ عَاشِقًا مَا لاحَ فِيَّ
وَلا أُكَابِرْ
مَهْمَا تَصَاخَبَتِ البَنَادِقُ فِي الفَضَاءِ مَعِ القَنَابِلْ
وَادَّارَكَتْ عَادٌ عَلَى حَرَضٍ وَبَابِلْ
سَتَظَلُّ تَصْدَحُ فِي الرُّبَى تِلكَ البَلابِلْ
وَ يَظَلُّ حَرْفِي مُشْعِلا لُغَةَ القَصِيدَةِ مَا حَنِقْ
وَمَتَى جَمَعْتُ رَحِيقَهُ ثَمِلَ الخَيَالُ بِغَيرِ زِقْ
وَيَفِرُّ رِيقُ الشِّعْرِ مِنْ جَدْبِ المَشَاعِرِ كَي يَرِقْ
وَلا يَفِرُّ مِنَ الهَلاكْ
***********

أَنَا ذَلِكَ الصُّوفِيُّ فِي نُسُكِ التَّأَصُّلِ
لَيْسَ تُغْرِينِي اشْتِهَاءَات الفُصُولْ
أَنْجُو إِلَى صِفَةِ التَّسَرُّبِ فِي ثُقُوبِ الذَاكِرَةْ
وَأَكَادُ أَغْرَقُ فِي تَفَاصِيلِ التَّبَتُّلِ
فِي احْتِضَانِ الآصِرَةْ
مَا بَينَ فَارِسِ هِمَّةٍ سَرَجَ الحُرُوفَ عَلَى السُّيُوفِ
وَبَينَ شَاعِرِ أُمَّةٍ يَدْرِي بِأَنَّ العِشْقَ فِطْرَتُهَا التِي مَادَتْ بِهَا
حَتَّى كَأَنَّ الطُّهْرَ بُشْرَى السُّوءِ قَدْ وُئِدَتْ عَلَى هُونٍ
وَلاتُ الذَّاتِ قَدْ عُبِدَتْ عَلَى دُونٍ
فَأَرْسَلْتُ النُّبُوءَةَ فِي تَرَاتِيلِ القَصِيدَةْ
تُتْلَى ؛ وَفِي وَحْيِ التَّأَمُّلِ مَنْهَجٌ لِلسَّالِكِينْ
وَيُطِلُّ مِنْهَا لِلفَرَادِيسِ العَفِيفِةِ نَخْلُهَا المَرْوِيُّ مِنْ حَاءٍ وَسِينْ
هَذِى انْثِيَالاتُ التَّشَكُّلِ فَوْقَ عُشْبِ الذَّاتِ فِي القِيَمِ التَلِيدَةْ
وَبَرَاءَةٌ مِنْ قَدِّ أَثْوَابِ الفَضِيلَةِ مِنْ قُبُلْ
وَهُنَا عَلَى كَتِفِ الجِهَادِ قَضِيَّةً
تَحْكِي مَوَاجِعَهَا تَبَارِيحُ السِّنِينِ العَابِرَةْ
وَالأَرْضُ لَيْسَتْ كُلَّهَا تَرِبَتْ يَدَاكْ!
***********

عُدْ فَارِسًا؟؟
أَنَا مَا ذَهَبْتُ لِكَي أَعُودَ
وَمَا ضَنَنْتُ لِكَي أَجُودَ
أَنَا شَاعِرُ القُدْسِ المُعَنَّى مَا أَزَالْ
مَا زِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ رِجَالْ
مَا زِلْتُ عِنْوَانَ التَّحَدِّي وَالنِّضَالِ
لَنْ يَسْلِبُوا مِنِّي الحُلُمْ
لَنْ يَصْلِبُوا فِيَّ النَّدَمْ
لَنْ يَجْلِبُوا خَيِلِي بِمَدْحٍ أَوْ بِذَمْ
مَا زَالَ هَمِّي فَوْقَ صَهْوَةِ هِمَّتِي
تَعْدُو بِهِ صَوبَ التُّخُومِ المُوغِلَةْ
وَأُحِسُّ فِي ظَهْرِي السِّهَامَ فَلا أَقِفْ
أَنَا مَا التَفَتُّ إِلَى الوَرَاءِ لِكَي أَصِفْ
فَمَتَي تُصَوَّبُ مِنْ أَمَامْ؟!
هَاتِي الزِّمَامْ!
لأَخُوضَ حَرْبِي مَعْ عَدُوِّ اللهِ مِنْ أَجْلِ السَّلامِ
وَأَرَى البَرَاءَةَ فِي عُيُونِ الطِّفْلِ تُشْرِقُ بِابْتِسَامْ
فَأَمُدُّ كَفِّي حِينهَا
وَأَضُمُّ طَرْفِي قَائِلا:
صِفْ مَا هُنَاكْ!
وَأَرِحْ خُطَاكْ!

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى